الاثنين، 31 يوليو 2017

احتفال الحزب الشيوعي الصيني بعيد تأسيس جيش التحرير لعقده التاسع


The Chinese Communist Party is celebrating its ninetieth birthday. Chinese leaders want to show their people that only the Communist Party had been able to make China what it is today: a strong nation with the second largest economy in the world.
Government organizations and the Communist Party have come up with a number of magazines, special editions of newspapers, books, television shows and even films that show how the Communist Party of China developed over 9 decades. The government controlled Chinese news agency has said that only the Communist Party can control the way China is developing
Although the government does not allow critics to speak openly, some have criticized the era of Mao Zedong and the Cultural Revolution of the 1960 s, in which millions of Chinese were killed because they were against the government
Communist leaders, on the other side, show no signs of making China a more liberal nation. They do not admit that mistakes have been made in the past and point out China’s economical success
يحتفل الحزب الشيوعي الصيني بعيد تأسيسه التسعين. حيث يرغب الزعماء الصينيون إظهار للشعب أن الحزب الشيوعى الصيني "جيش التحرير" فقط مَن تمكن مِن جعل الصين ما هى عليه اليوم، دولةٌ قوية، وثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
وقد أصدرت المنظمات الحكومية والحزب الشيوعى عددًا من المجلات والطبعات الخاصة من الصحف والكتب والبرامج التلفزيونية وحتى الأفلام التى تُظهر كيف تطور الحزب الشيوعى الصينى على مدى 9 عقود.
كما ذكرت وكالة الأنباء الصينية التى تسيطر عليها الحكومة أن الحزب الشيوعى وحده هو من يستطيع السيطرة على الطريقة التى تتطور بها الصين.
وعلى غِرار أن الحكومة لا تسمح للنقاد بالتحدث علنا بحريٍة، إلا أن البعض قد انتقد عصر ماو تسي تونغ والثورة الثقافية في 1960، حيث قتلُ الملايين من الصينيين لكونهم ضد الحكومة حينها.
وعلى الصعيد الآخر، لا يُظهر القادة الشيوعيون أىةُ علاماتٍ تنوه عن جعل الصين دولة أكثر ليبرالية. كما أنهم لا يعترفون بأن هناك أخطاء قد أُرتكبت فى الماضى، مشيرين إلى النجاح الاقتصادى للصين.

الاثنين، 10 يوليو 2017

تأثير "الأكراسيا" لماذا لا نتبع خطى ما شرعنا في عمله...وما علينا فعله حيال ذلك


صيف عام 1830، واجه المؤلف الفرنسي الشهير "فيكتور هوجو" مشكلةً مستحيلة حول إتمام عملٍ في المهلة المحددة، حيث أنه قد عقد اتفاقًا مع ناشره بأنه سيكتب كتابًا جديدًا بعنوان (The hunchback of Notre Dame).
وبدلًا من كتابة الكتاب، قضى "هوجو" العام التالي للاتفاقية في تنفيذ مشاريع  أخرى، والترحاب بالضيوف، وتأجيل عمله على النص ومن ثمَّ تأخيره، مما أصاب ناشره بالإحباط نتيجةً لتسويفه المتكرر، ولذلك وكرد فعل حدد الناشر موعد تسليم نهائي لا تهاون فيه، فطالب "هوجو" بأن يُنهي الكتاب بحلول شهر فبراير لعام 1831 -أي أقل من ستة أشهر- .
وضع هوجو خطةً كي يتغلب على تسويفه للعمل، فجمع كل ملابسه، ونقلهم من غرفته الخاصة، وحجزهم عنه بعيدًا، لم يكن معه شيء سوى شال كبير، مفتقرًا أي  ملابس تناسب مغادرة المنزل، فأصبح هوجو غير قادر على مغادرة المنزل وتشتيت انتباهِه، وبذلك البقاء في المنزل والكتابة هما خيارِه الوحيد.
نجحت الخطة، انخرط هوجو كل يومٍ في دراستِه، كتبَ بنهمِ شديد خلال خريف وشتاء عام 1830، لدرجة أن كتابه (The hunchback of Notre Dame)  قد نُشِرَ مُبكرًا عن موعده أسبوعين في 14 يناير 1831.

"فيكتور هوجو" تم تصويرها من قِبل "إتيين كرجات" عام 1876. على ما يبدو أنه أعاد ملابسه مرةٍ أُخرى بعد أن احتجزهم (المصدر المكتبة الوطنية في فرنسا)
المشكلة القديمة ل (الأكراسيا):
عَرِفت البشرية المماطلة لعدة قرون، حتى الفنانين المُتمرسين غزيري الإنتاج مثل "فيكتور هوجو" ليسوا في مأمن من الإلهاءات والمشتتات اليومية، فقد عرفت المماطلة سبيلًا لهم. المشكلة سرمدية إلى أبعد حد، ولكن في الواقع قد طوَّر الفلاسفة اليونانيون القدماء مثل سقراط  وأرسطو كلمةً لوصف هذا النوع من السلوك وهي ((الأكراسيا)).

لماذا ألزَم فيكتور هوجو نفسه بكتابة كتابٍ، وبعد ذلك نحاه جانبًا لأكثر من عام؟
لماذا نضع خططًا، نحدد موعدًا نهائيًا لإتمامها، نلتزم كي نحقق الهدف، وبعد ذلك نفشل في متابعة نهج ما علينا القيام به؟!

لماذا نضع خططًا لا نسير وفق نهجها، ولا نتخذ أي إجراء لتنفيذها؟!
هناك تفسير واحد حيال لماذا الأكراسيا تتحكم في حياتنا والمماطلة تسحبنا، يتوافق ذلك مع مصطلح في علم الاقتصاد السلوكي يسمى "عدم اتساق الوقت".
عدم اتساق الوقت يشير إلى ميل العقل البشري إلى المكافأت الفورية أكثر من المكافأت المُرجأة المستقبلية.
عندما تضع خططًا لنفسك –مثل أن تضع هدفًا لخسارة الوزن، تأليف كتاب، أو تعلُّم لغة- ، فأنت في الواقع تضع خططًا حيال مستقبلك الشخصي، وتتصور ما تريد أن تكون عليه حياتك في المستقبل، وحين تفكر في مستقبلك يكون من السهل على عقلك أن يرى قيمة اتخاذ الإجراءات وفوائد تنفيذها على المدى الطويل.
هذا هو أحد الأسباب التي تبين لماذا من الممكن أن تذهب إلى الفراش وأنت تشعر أنه لديك الدوافع لإجراء تغييرًا في حياتك، ولكن عندما تستيقظ تجد نفسك لاتزال واقعًا في أنماطك القديمة؛ عقلك يقيِّم الفوائد طويلة المدى عند حدوثها في المستقبل، ولكنه وفي نفس الوقت يقدِّر الإشباع الفوري عندما يحدث في اللحظة الراهنة.
هذا هو أحد الأسباب التي تبين لماذا القدرة على تأجيل الإشباع تعتبر مؤشرًا عظيمًا للنجاح في الحياة؛ فِهم كيفية مقاومة سحب الإشباع الفوري –على الأقل في بعض الأحيان إن لم يكن باتساقٍ- يمكن أن تساعدك على سد اللفجوة بين أين أنت وأين تريد أن تكون.
جدولة العمل.. تحتاج أن تهزم المماطلة:
وهنا ثلاث طرق للتغلُّب على الأكراسيا، هزم المماطلة، واتباع نهج ما شرعت في عمله.
الطريقة الأولى: تصميم إجراءاتك المستقبلية: 
عندما حجز فيكتور هوجو ملابسه بعيدًا عنه، استطاع أن يركز انتباهه على الكتابة، فقد أبدع بطريقتِه الخاصة ما أشار إليه علماء النفس ب (
 (commitment deviceوهي الاستراتيجيات التي تساعد على تحسين سلوكك إمَّا من خلال زيادة العقبات أو التكاليف الناتجة عن السلوكيات السيئة، أو تقليل الجهد المطلوب من السلوكيات الجيدة.
فيمكنك الحد من عاداتك الغذائية في المستقبل من خلال شراء الحزم الفردية بدلًا من الحزم العائلية الكبيرة، يمكنك التوقف عن إضاعة الوقت على الهاتف الخاص بك عن طريق حذف الألعاب أو تطبيقات التواصل الاجتماعي، يمكنك أن تختزل القنوات ذات المحتوى الغير مفيدة للعقل إما عن حذفهم أو بطريقة أُخرى وضع التلفاز في خزانةٍ وإخراجه فقط في أيام المرح الكبيرة، يمكنك أن تطلب طوعًا أن تُضاف على قائمة الحظر في الأماكن التي تترد عليها باستمرار حتى تمنع نفسك من الذهاب إليها في المستقبل، يمكنك إنشاء صندوق طوارئ من خلال إنشاء تحويل تلقائي لأموالك إلى حساب التوفير الخاص بك، وهذه هي "
commitment device".
تتباين الظروف ولكن الرسالة الخالصة واحدة، يمكن أن تساعدك تلك الاستراتيجية -استراتيجية إلزامية الاجهزة- في تصميم إجراءاتك المُستقبلية، تجد طرقًا تجعل سلوكك يتأقلم أوتوماتيكيًا مُسبقًا بدلًا من الاعتماد على قوة الإرادة في الوقت الراهن "أتمتة السلوك". كُن مهندسًا لأعمالك المُستقبلية، وليس ضحيةً لهم.

الطريقة الثانية: الحد من المقاومة النسبية من البداية:عادةً ما يكون الشعور بالذنب والإحباط  الناتجين من المماطلة أسوء من مشقة القيام بالعمل نفسه.
على حد تعبير "إيلايزر يودكوفسكي" (بالارتكاز على اللحظات، فمن لحظة إلى لحظة، أن تكون في منتصف العمل أقل ألمًا من أن تكون في منتصف المماطلة).
لماذا لا نزال نماطل؟ ليس من صعوبة العمل، إنما من صعوبة البدء؛ المقاومة النسبية التي تمنعنا من اتخاذ الإجراءات الفعلية تجاه العمل عادةً تتمحور حول بدء السلوك نفسه؛ فبمجرد أن تبدأ سيكون الأمر أقل مشقة، هذا هو السبب، ولذلك عليك أن تعتاد البدء عندما تتخذ الإجراءات في أداء سلوكٍ جديد، ولا تقلق حيال إن كنت ستنجح أم لا.
ضِع كل طاقتك وجُهدك في بناء الطقوس اللازمة وإجعلها سهلة قدر الإمكان للبدء، فلا تقلق بشأن النتائج حتى تُتقِن فن الظهور.

الطريقة الثالثة: الاستفادة من نية التنفيذ:نية التنفيذ هي عندما تستحضر نية القيام بسلوكٍ معين في وقتٍ محدد في المستقبل، على سبيل المثال: (سأتمرن لمدة 30 دقيقة  في "المكان" في اليوم الموافق "التاريخ" الساعة "الوقت".
هناك المئات من الدراسات الناجحة التي تبين كيفية تأثير نوايا التنفيذ بشكل إيجابي على كافة السلوكيات. فقد ورد في دراسة عن لقاح الأنفلونزا، أن الباحثين قد وضعوا مجموعة من الموظفين في شركة ميدويسترن بلغ عددهم 3272 موظفًا موضع الدراسة، فتبينوا أن الموظفين الذين كتبوا موعدًا محددًا لتلقي اللقاح، هم من تلقوه فعليًا وبلغت نسبتهم العدد الأكبر.
 لذلك أصبح من السهل معرفة أن جدولة الأعمال في وقتٍ مبكر تُحدِث فرقًا ملحوظًا،  ولكن -كما بينت من قبل- نية التنفيذ تزيد احتمالية أنك ستقوم بذلك العمل في المستقبل مقدار الضعف إلى ثلاثة أضعاف.

محاربة "الأكراسيا":

عقلنا يُفضل المكافآت الفورية وصولًا إلى المكافآت طويلة الأجل، هذا ببساطة استنباطٌ منطقي عن كيفية عمل عقلنا، وبالنظر إلى هذا الإتجاه، نجد أنه علينا في الكثير من الأحيان اتخاذ استراتيجيات مجنونة لإنجاز الأمور وإتمام العمل، مثل تلك التي قام بها فيكتور هوجو، عندما جمع كل ملابسه وحجزهم بعيدًا عنه؛ حتى يتمكن من كتابة كتابِه، ولكنني أُصدق أنه قبل أن تأخذنا الأمور إلى الاستراتيجيات المجنونة علينا أن نحضٍّر أنفسنا في وقتٍ مبكر، الأمر يستحق التهيئة والتنفيذ الفعلي إذا كانت أهدافك حقًا مهمة بالنسبة إليك.

صاغ أرسطو مصطلح "إنكراتيا" كمضاد لمصطلح "أكراسيا"، بما أن الأكراسيا تشير إلى قابليتنا على الوقوع ضحيةً للمماطلة، فالإنكراتيا تعني "السلطة على الذات".
تصميم إجراءاتك المستقبلية، الحد من المقاومة النسبية، والاستفادة من نية التنفيذ، خطواتٌ بسيطة يمكنك العمل وفق نهجها؛ كي تجعل حياتك أكثر سهولة، فلتعش الإنكراتيا بدلًا من الأكراسيا.

الأربعاء، 5 يوليو 2017

العزلة في نهج نيتشه وكافكا



كافكا مثل عزلته بعرين شيده لنفسه ليس للتحصين وإدعاء الفخر بل للإنعزال عن مجتمع كلاب كان به جروًا في أحد الأيام، وقد لاطفه الجمع بذلك الحين، ولكنه انشق عنهم، شيد عرينًا، كان على علم أنه إذا وطأ أحد قدمه عليه سينهار، لكن تدميره صعب يتطلب جهدًا ووقتًا؛ ولكنه احتمى به مُتمنيًا مجرد ساعة واحدة يهنأ بها داخله، ورغم أنه على علم بأن من يطاردونه سيلحقون به، إلا أنه ترك به فتحة ربما تجذب من هم على بعد أمتار بالنظر عبرها، وإستدلال أن بها جريحا.
يزوره على الدوام في نومه حيوان نهم، تلك الفتحة كانت فقط وسيلة لهروب، رغم راحته به إلا أنه لم يمانع من الخروج بين الحين والاخر للاختلاط بمجتمع الكلاب.

نيتشه قام بتوضيح العزلة صريحا ولكن على لسان زرادشت، فقد اعتزل الناس وأصر على الوحدة لتجنب مجتمع الإنسان، أتخذ من الشمس والأفعى والصقر أصدقاء له، لولا أنه يخاطبهم لكان جن، أفاد بأنها ستخلق نهجا جديدا، وتجعل منه إنسان أعلى، رغم أنه عاد ذاع منهجه بينهم، إلا أنه وجد السخرية تطيح به، فانطلق وسط جموع الغابات أتخذ من مهرج ميتًا خليلًا، أعتزل ثم عاد ثانيا.

الاعتزال ضرورة، ستتفاجأ أنه اعتزال صوري، ستترك مجالًا للأناس يدخلون به ويتطلعون عليك، ستحدثهم وتتحدث معهم، ولكن أبدًا لن تعيش وحيدًا، وإن تكاثرت أسباب الضغط.
 من ينعزل لفترة سيعود، الانعزال ما هو إلا بعث من جديد بمنهج كان أو بنفسٍ خالصة ذات فضائل سامية...

تشارلز بوكوفسكي ... مريض نفسي من الطراز الأول




"أكتُب لا لأنقذ البشرية ، بل لأنقذ نفسي"

عاش بوكوفسكي حياة بائسة منذ الصغر، عانى من تسلُّط أباه عليه، وضربه المبرح له ولأخواته ولأمه، حيث كان عاطلًا عن العمل معظم الوقت، وُلِد في ألمانيا وعاصر نهاية الحرب العالمية الأولى، والانهيار الاقتصادي والارتفاع الكبير لمعدلات التضخم، كان شابًا خجولًا مُنعزلًا اجتماعيًا، بالإضافة إلى انتشار حب الشباب في وجهه، أخلَّ ثقته بنفسه وانعزاله أكثر.
شَرِه للنساء، ولكن بسبب حب الشباب كن ينفرن منه، أحب فتاة ولكنه لم يتزوجها وتزوج بأخرى.
الكثير من العومال تجمَّعت ضده، وكانت سببًا رئيسيًا لاكتئابه ومرضه النفسي، وقد زاد على ذلك أن المرأة التي أحبها قد توفت.


قال عن نفسه:
"لو كنت ولدت امرأة كنت سأصبح عاهرة، ولكن طالما ولدت رجلا فأنا أبحث عن النساء باستمرار. كلما كن ساقطات كان أفضل؛ فالنساء، النساء الطيبات، يخيفنني لأنهم في النهاية يريدون روحك، وما تبقى مني أريد أن أحتفظ به".

بشكل أساسي كنت أسعى وراء العاهرات والساقطات، لأنهن كن صعبات وقاسيات ولا يطلبن مطالب شخصية. لا يوجد شيء لتخسره عندما يرحلن.
وفي الوقت نفسه، كنت أشتاق لامرأة لطيفة وطيبة بدون دفع الثمن الباهظ. في كلتا الحالتين كنت ضائعا. رجل قوى كان سيتخلى عن النوعين، ولكني لم أكن قويا. بالتالي استمررت في الكفاح مع النساء، مع فكرة النساء "

وقد ذكره أحد النقاد قائلًا:" أنه يجيد وصف المحرمات المختصة بالذكور"
أشعر أن المرضى النفسيون إذا قرؤوا له حتمًا سيتخللهم شعور أنهم مذكورون  في مقتطفات كثيرة.
أثار إعجابي الشخصي عندما قال:
"كنت سعيدا أنني لا أحب، وأنني لست سعيدا من العالم. أحب أن أكون في خلاف مع كل شيء، الناس الذين يحبون يصبحون عصبيين، خطرين، يفقدون حس الإدراك لديهم، يفقدون مرحهم، يصبحون غاضبين، مملين عصبيين... يصبحون قتلة".
أستشعر أنه قد لخص الحياة عندما كتب ع قبره #لا_تحاول   (حتى وإن كانت مخصصة للكُتَّاب)

وأعرض لكم شعر له بعنوان:

حال العلاقات الدولية من نافذة الطابق الثالث


أرى فتاة تلبس كنزة خضراء خفيفة،
سروالًا قصيرًا أزرق، جوربين أزرقين طويلين
وعقدًا من نوع ما
لكنّ نهديها صغيران، وهذا محزن،
وتتأمل أظافرها
بينما كلبها الأبيض الوسخ يتشمّ العشب
في دوائر شاردة،
ثمة حمامة تدور أيضا
نصف ميتة بنطفة دماغ
وأنا فوق في ثيابي الداخلية
وذقن عمرها ثلاثة أيام، أحتسي الجعة
وأترقب حدوث شيء أدبي أو سيمفوني،
لكنهما يستمران في الدوران والدوران،
ويمر رجل عجوز هزيل في شتائه الأخير
تقوده فتاة بثوب مدرسي كاثوليكى،
في مكان ما ثمة جبال الألب،
والسفن الآن تمخر البحر،
هناك أكوام وأكوام من القنابل الهيدروجينية والذرية
تكفي لتفجير الأرض خمسين مرة ومعها المريخ،
لكنهما يستمران في الدوران،
الفتاة تهز ردفيها
وتلال هوليوود المليئة بالسكارى والمجانين
شاخصة هناك
وكثر يتبادلون القبلات فى السيارات،
لكن لا فائدة، "تشى سيرا، سيرا":
كلبها الأبيض الوسخ لن يتبرز ببساطة،
وبنظرة أخيرة إلى أظافرها،
تسير، هازةً ردفيها، إلى بيتها في أسفل المبنى،
يتبعها كلبها الذي يعانى إمساكًا،
وتتركنى مع الحمامة الأقل سيمفونية.
حسنًا مما تشير إليه طبائع الأشياء
يمكننا الاسترخاء قليلا:
فلن تنفجر القنابل.


من ديوان "الحب كلب من الجحيم"
ترجمة: سامر أبو هواش
تشارلز بوكوفسكي

جورج برنارد الغائب الحاضر بمقولاته



جورج برنارد ... الأديب والناقد الأدبي، الموسيقي والكاتب المسرحي الشهير، من اللادينين المتسامحين مع الأديان، حاز على نوبل والأوسكار، لم يكمل تعليمه، ورأى أن المدرسة عبارة عن سجن وقمع...


جورنج برنارد صاحب تلك المقولة الشهيرة التي  قد ذُعيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي: 
"يستفزونك ليخرجوا أسوء ما فيك ثم يقولون هذا انت، لا يا عزيزي هذا ليس أنا؛ هذا ما تريده أنت"

 رغم وفاته عام 1950 عن عمر يناهز ال 94  إلا أن مقولاته تتناسب معانيها مع عصرنا الحالي ولذلك فهو الغائب الحاضر العصري
ومن تلك المقولات : 

"لا تبحث عن النكد فهو يعرف عنوانك جيدا"
"غدا أو بعد غد سيمارس الناس سيئاتك التي كانوا ينهونك عنها"
"لا يوجد حب مخلص أكثر من حب الطعام"
"الصمت هو أفضل تعبير عن الاحتقار"
"البيت هو سجن الفتاة وورشة السيدة"
من قال ان المراة ليس لها رأي! المرأة كل يوم برأي، وأحسن طريقة لتجعل المرأة تغير رأيها هو أن توافق عليه"
"ثلاثة لا تلومهم عند الغضب المريض، المسافر والمرأة" 
"هم يقولون..ماذا يقولون.. دعهم يقولون"

السبت، 1 يوليو 2017

الترجمة من الباطن...من المُستفيد؟!






كلماتٌ تستتر معانيها خلف لغةٍ غير مفهومة للكل، فتأتي الترجمة كسفينة والمترجم هو ربانها؛ كي يبحر بها، وينتقي كل ما يمس روحه من مشاعر وما يراه مفيدًا مثمرًا، ليترجمه فينقل ثقافات مختلفة تعم الأفق، ويكون هو حلقة وصل ناشطة تنقل علمًا، ثقافةً، قصصًا، مقالات وروايات.
المترجم قارئ باحث مدقق، ينتقي نصًا، يعبر عنه أو عن موضوعٍ يحاز شغفه، ثم يقرر ترجمته، المترجم كاتب ولكن بصورة أكثر عمقًا، ينتهي من ترجمة وسرد عملٍ، يكَّلل اسمه على رأسه كتاجٍ يغنيه عن المشقة الممتعة التي عايشها أيام وليالٍ.
هذا هو الجانب المشرق في سوق الترجمة المتعارف عليه للبعض وخاصةً الشباب منهم المُقبل على مزاولة ذلك العمل بكل نشاطٍ وحيوية، إلى أن يقع في بادئة الطريق فريسة لتجار الترجمة الغير شريفة –أو بمعنى أكثر مهنيةً الترجمة من الباطن-، عن طريق طرق عديدة، لا يستطيع عقل حيوي مُقبل على العمل تَصُّوره؛ لأن حينها لا يوجد صوب عينيه سوى حلم الترجمة وأن يكون مترجمًا.
الترجمة من الباطن هي شخص يترجم ثم يؤجر على عملِه بالمال-وإن كان مال أقل عما يستحقه- بشكل أشبه بتهريب بضائع ممنوع تداولها بسريةٍ تامة والآخر من يكتب اسمه على العمل تحت مُسمى المترجم، ويثنسب له كل الجُهد والتقدير والنباغة الثقافية.

تباين أنواع المترجمين من الباطن لنجد أنفسنا أمام:

_ من باعوا جهدهم أمام المال البخث، بمنتهى الرضا التام، بحجة النظر لظروف الشباب، وأنها وسيلة سريعة لتحقيق مكسب مادي وإرضاء شغف الترجمة، فالترجمة دون وسيط ترى نتاجها بعد أكثر من خمس سنوات بتعب ومثابرة متواصل.
_ النوع الذي يظن نفسه واعٍ ولكنه غير مدركٍ قط، يترجمون ويأخذون المال، ولكن غرضهم ليس المال أولا عن آخر، غرضهم التعلُّم والممارسة اللغوية، والغرض طويل الأمد هو أن يشفق عليهم الزمن ومن يترجمون لصالحهم، أن ترجمتهم تُنسب إليهم.
_ المستغَلُّون المتجددون دائمًا، أولئك من يترجمون عملًا واحدًا ومن ثمَّ يُستبدلون بغيرهِم، ونلتمس لهم عدم درايتهم، ونشفق عليهم بسبب تعرضهم للنصب الخامِد لعزيمتهم.
السوق لا يحمي المغفلين، تعددت طرق النصب في تلك النقطة خاصةً؛ فنجد من تم وعدهم أن النص سيُنشر باسمهم ولكن نصحو على غير ذلك فتُمثل له صدمة تعيده مسافات ومسافات إلى الوراء حتى يبدأ ثانيًا ولكن يلازمه شعور الخوف والتخوين، هذا وإن بدأ.
 من يترجمون ثم يعيدون النص للمراجع فنجده بكل كذبٍ ونصب الظاهر منهم العنجهية والتسلط، أن الترجمة دون المستوى وأنها كارثة بكل المقاييس لا يستحق منها المال أو أن تُنسب إليه ويُذكر عليها اسمه، ليجد بعد ذلك أن ترجمته نُشرت كما هي حتى دون تعديل –وهنا لن نتطرق إلى حال ذلك المُترجم حتى لا ننتقل إلى خانة الدراما-.
وأخيرًا
_المترجمون أصحاب النشاط المشتركون بالورش الترجمية، أو الطلبة الجامعيون، الذين يستغلهم من لهم سلطة عليهم بترجمة بعض النصوص بستر أنه إلزام تعليمي مكلَّفين به، إثراءً للغتهم بهدف تعليمهم، وفي الجانب المظلم أن ترجماتهم تُنشر لجهات أخرى باسماء قامات مزيفة.


الترجمة من الباطن..من المستفيد؟!
للإجابة على ذلك السؤال علينا تحديد الجهات المشتركة في عملية الترجمة، وماهية الإفادة.
الجهات المشتركة ليست فقط أشخاص أو مصالح شخصية فقط، والفائدة التي تعم عليهم ليس مالًا أو اسم مدوَّن فقط،
نحن أمام مترجم من الباطن (الحقيقي)، ويستفيد المال فقط وننتهي منه أو من طرح النقطة التي تخصه.
المترجم الزائف، ويستفيد مالًا ومناصب وسيرة ذاتية عظيمة مليئة بالإنجازات، ينال تصديق الناس واحترامهم له بل ويمجدونه ويجعلونهم قدوة، وهم في نهاية الطريق ليسوا سوى كاذبين ممولين أصحاب عقول تجارية ذكية ولكن في النصب فقط.
كل ما ذكرته وارد أن يأتي في تفكيرالبعض منكم، ولكن إن اتسع الثقب الذي ننظر من خلاله على الموضوع وتسائلنا من المُموِّل؟ إذ نجد أشخاص لا يحتكمون على المال الوفير بدأ نشاطهم يزدهر ويكلفون مترجمين من الباطن تتم محاسبتهم بالمال، فمن أين لهم هذا؟
عندما نجد أن سيل من الكتب المترجمة -غير أنها مترجمة من الباطن- لا تهتم بثقافة أو روايات أدبية أو تنقل علمًا، كتب تهتم فقط بموضوعات تخدم البلد المترجم عنها سواء بنشاط اقتصادي أو نقل سياسة وهمية تريد تصديرها للعالم، فمن المستفيد؟ وماذا استفاد؟

دائرة يتسع قطرها، تبدأ بفسادٍ صغير،
  بشخص يرضى أن يبيع ضميره وذمته يعمل في الخفاء مقابل مال لا يغني، حتى ننتهي بتشكيل فاسد كامل، لا نستطيع إلمامه.
إن أردت أن تقض على الفساد، عليك بإصلاح بنيته التحتية، والمترجمون الشباب أنتم البنية التحتية، لا تسعوا وراء دحض أنفسكم، وتقبلون بالقليل فلن تصلوا بالطرق الغير شرعية إلى الكثير، ولا تعلوا عليكم رؤوس خاوية من العلم والتحضُّر تشيع في الأرض فساداً بأسلوب غير راقٍ، لا يمتّ إلى المهنة بصلة.
 فقط أبدأ بنفسك. هذا هو المطلوب.

الترجمة لمن هم معززون بالمعرفة والرقي والتحضر، الترجمة مهنة المثقف صاحب الضمير الحي، مهنة راقية فلا تدنسوها.

علاقاتٌ تاريخية ومصيرٌ واحد.

أشرقت شمس السماء وأشرقت معها حضارتان أضاءت الأرض بنورِهما وعرَّفت البشرية أن مِن عراقة الشعوب وتراثها؛ تتحق الإنجازات، وأنه بالس...