الأربعاء، 5 يوليو 2017

تشارلز بوكوفسكي ... مريض نفسي من الطراز الأول




"أكتُب لا لأنقذ البشرية ، بل لأنقذ نفسي"

عاش بوكوفسكي حياة بائسة منذ الصغر، عانى من تسلُّط أباه عليه، وضربه المبرح له ولأخواته ولأمه، حيث كان عاطلًا عن العمل معظم الوقت، وُلِد في ألمانيا وعاصر نهاية الحرب العالمية الأولى، والانهيار الاقتصادي والارتفاع الكبير لمعدلات التضخم، كان شابًا خجولًا مُنعزلًا اجتماعيًا، بالإضافة إلى انتشار حب الشباب في وجهه، أخلَّ ثقته بنفسه وانعزاله أكثر.
شَرِه للنساء، ولكن بسبب حب الشباب كن ينفرن منه، أحب فتاة ولكنه لم يتزوجها وتزوج بأخرى.
الكثير من العومال تجمَّعت ضده، وكانت سببًا رئيسيًا لاكتئابه ومرضه النفسي، وقد زاد على ذلك أن المرأة التي أحبها قد توفت.


قال عن نفسه:
"لو كنت ولدت امرأة كنت سأصبح عاهرة، ولكن طالما ولدت رجلا فأنا أبحث عن النساء باستمرار. كلما كن ساقطات كان أفضل؛ فالنساء، النساء الطيبات، يخيفنني لأنهم في النهاية يريدون روحك، وما تبقى مني أريد أن أحتفظ به".

بشكل أساسي كنت أسعى وراء العاهرات والساقطات، لأنهن كن صعبات وقاسيات ولا يطلبن مطالب شخصية. لا يوجد شيء لتخسره عندما يرحلن.
وفي الوقت نفسه، كنت أشتاق لامرأة لطيفة وطيبة بدون دفع الثمن الباهظ. في كلتا الحالتين كنت ضائعا. رجل قوى كان سيتخلى عن النوعين، ولكني لم أكن قويا. بالتالي استمررت في الكفاح مع النساء، مع فكرة النساء "

وقد ذكره أحد النقاد قائلًا:" أنه يجيد وصف المحرمات المختصة بالذكور"
أشعر أن المرضى النفسيون إذا قرؤوا له حتمًا سيتخللهم شعور أنهم مذكورون  في مقتطفات كثيرة.
أثار إعجابي الشخصي عندما قال:
"كنت سعيدا أنني لا أحب، وأنني لست سعيدا من العالم. أحب أن أكون في خلاف مع كل شيء، الناس الذين يحبون يصبحون عصبيين، خطرين، يفقدون حس الإدراك لديهم، يفقدون مرحهم، يصبحون غاضبين، مملين عصبيين... يصبحون قتلة".
أستشعر أنه قد لخص الحياة عندما كتب ع قبره #لا_تحاول   (حتى وإن كانت مخصصة للكُتَّاب)

وأعرض لكم شعر له بعنوان:

حال العلاقات الدولية من نافذة الطابق الثالث


أرى فتاة تلبس كنزة خضراء خفيفة،
سروالًا قصيرًا أزرق، جوربين أزرقين طويلين
وعقدًا من نوع ما
لكنّ نهديها صغيران، وهذا محزن،
وتتأمل أظافرها
بينما كلبها الأبيض الوسخ يتشمّ العشب
في دوائر شاردة،
ثمة حمامة تدور أيضا
نصف ميتة بنطفة دماغ
وأنا فوق في ثيابي الداخلية
وذقن عمرها ثلاثة أيام، أحتسي الجعة
وأترقب حدوث شيء أدبي أو سيمفوني،
لكنهما يستمران في الدوران والدوران،
ويمر رجل عجوز هزيل في شتائه الأخير
تقوده فتاة بثوب مدرسي كاثوليكى،
في مكان ما ثمة جبال الألب،
والسفن الآن تمخر البحر،
هناك أكوام وأكوام من القنابل الهيدروجينية والذرية
تكفي لتفجير الأرض خمسين مرة ومعها المريخ،
لكنهما يستمران في الدوران،
الفتاة تهز ردفيها
وتلال هوليوود المليئة بالسكارى والمجانين
شاخصة هناك
وكثر يتبادلون القبلات فى السيارات،
لكن لا فائدة، "تشى سيرا، سيرا":
كلبها الأبيض الوسخ لن يتبرز ببساطة،
وبنظرة أخيرة إلى أظافرها،
تسير، هازةً ردفيها، إلى بيتها في أسفل المبنى،
يتبعها كلبها الذي يعانى إمساكًا،
وتتركنى مع الحمامة الأقل سيمفونية.
حسنًا مما تشير إليه طبائع الأشياء
يمكننا الاسترخاء قليلا:
فلن تنفجر القنابل.


من ديوان "الحب كلب من الجحيم"
ترجمة: سامر أبو هواش
تشارلز بوكوفسكي

هناك تعليق واحد:

  1. مره يصيب ومره يخطئ ،كلمتان سليمتان والباقيه تدل على اختلاله ولكنني احب كتبه حقاً اسمتع بغرابة مايكتب

    ردحذف

علاقاتٌ تاريخية ومصيرٌ واحد.

أشرقت شمس السماء وأشرقت معها حضارتان أضاءت الأرض بنورِهما وعرَّفت البشرية أن مِن عراقة الشعوب وتراثها؛ تتحق الإنجازات، وأنه بالس...