كافكا مثل عزلته بعرين شيده لنفسه ليس للتحصين وإدعاء الفخر بل للإنعزال عن مجتمع كلاب كان به جروًا في أحد الأيام، وقد لاطفه الجمع بذلك الحين، ولكنه انشق عنهم، شيد عرينًا، كان على علم أنه إذا وطأ أحد قدمه عليه سينهار، لكن تدميره صعب يتطلب جهدًا ووقتًا؛ ولكنه احتمى به مُتمنيًا مجرد ساعة واحدة يهنأ بها داخله، ورغم أنه على علم بأن من يطاردونه سيلحقون به، إلا أنه ترك به فتحة ربما تجذب من هم على بعد أمتار بالنظر عبرها، وإستدلال أن بها جريحا.
يزوره على الدوام في نومه حيوان نهم، تلك الفتحة كانت فقط وسيلة لهروب، رغم راحته به إلا أنه لم يمانع من الخروج بين الحين والاخر للاختلاط بمجتمع الكلاب.

الاعتزال ضرورة، ستتفاجأ أنه اعتزال صوري، ستترك مجالًا للأناس يدخلون به ويتطلعون عليك، ستحدثهم وتتحدث معهم، ولكن أبدًا لن تعيش وحيدًا، وإن تكاثرت أسباب الضغط.
من ينعزل لفترة سيعود، الانعزال ما هو إلا بعث من جديد بمنهج كان أو بنفسٍ خالصة ذات فضائل سامية...
من ينعزل لفترة سيعود، الانعزال ما هو إلا بعث من جديد بمنهج كان أو بنفسٍ خالصة ذات فضائل سامية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق