الأربعاء، 5 يوليو 2017

العزلة في نهج نيتشه وكافكا



كافكا مثل عزلته بعرين شيده لنفسه ليس للتحصين وإدعاء الفخر بل للإنعزال عن مجتمع كلاب كان به جروًا في أحد الأيام، وقد لاطفه الجمع بذلك الحين، ولكنه انشق عنهم، شيد عرينًا، كان على علم أنه إذا وطأ أحد قدمه عليه سينهار، لكن تدميره صعب يتطلب جهدًا ووقتًا؛ ولكنه احتمى به مُتمنيًا مجرد ساعة واحدة يهنأ بها داخله، ورغم أنه على علم بأن من يطاردونه سيلحقون به، إلا أنه ترك به فتحة ربما تجذب من هم على بعد أمتار بالنظر عبرها، وإستدلال أن بها جريحا.
يزوره على الدوام في نومه حيوان نهم، تلك الفتحة كانت فقط وسيلة لهروب، رغم راحته به إلا أنه لم يمانع من الخروج بين الحين والاخر للاختلاط بمجتمع الكلاب.

نيتشه قام بتوضيح العزلة صريحا ولكن على لسان زرادشت، فقد اعتزل الناس وأصر على الوحدة لتجنب مجتمع الإنسان، أتخذ من الشمس والأفعى والصقر أصدقاء له، لولا أنه يخاطبهم لكان جن، أفاد بأنها ستخلق نهجا جديدا، وتجعل منه إنسان أعلى، رغم أنه عاد ذاع منهجه بينهم، إلا أنه وجد السخرية تطيح به، فانطلق وسط جموع الغابات أتخذ من مهرج ميتًا خليلًا، أعتزل ثم عاد ثانيا.

الاعتزال ضرورة، ستتفاجأ أنه اعتزال صوري، ستترك مجالًا للأناس يدخلون به ويتطلعون عليك، ستحدثهم وتتحدث معهم، ولكن أبدًا لن تعيش وحيدًا، وإن تكاثرت أسباب الضغط.
 من ينعزل لفترة سيعود، الانعزال ما هو إلا بعث من جديد بمنهج كان أو بنفسٍ خالصة ذات فضائل سامية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علاقاتٌ تاريخية ومصيرٌ واحد.

أشرقت شمس السماء وأشرقت معها حضارتان أضاءت الأرض بنورِهما وعرَّفت البشرية أن مِن عراقة الشعوب وتراثها؛ تتحق الإنجازات، وأنه بالس...